ماهو النادى

.
المُنادَى اسم ظاهر، يُذكَر بعد أداة من أدوات النداء، لطلب إقبال مسمّاه أو التفاته، نحو: ياخالد، اسع إلى المعالي. وأدوات النداء هي:يا، أيا، هيا، أيْ، الهمزة. أيْ والهمزة لنداء القريب، وأيا وهيا للبعيد، ويا لكل منادى.

حكم المنادى. الأصل في المنادى أن يكون معربًا منصوباً، وقد يكون مبنيًَا، وهذان الحكمان يتبعان لنوع المنادى. وللمنادى أنواع خمسة: المضاف، والشبيه بالمضاف، والنكرة غير المقصودة، والنكرة المقصودة، والعلم المفرد.
المضاف قد يدلّ على مفرد أو مثنى أو جمع، وحكمه النصب على النداء، نحو: ياعبدَ الرحمن، اختر الصديق الوفيّ، ونحو: يا ذا العلم، لاتضنّ بعلمك على غيرك، ونحو: يا مذيعي الأنباء، حافظوا على سلامة النطق، ونحو: يا مرشداتِ المدارس، أحسنَّ توجيه التلميذات.
الشبيه بالمضاف. ما اتصل به شيء يتمم معناه، وحكمه النصب على النداء، نحو: يا واعظًا غيرك، ابدأ بنفسك، ونحو: يا مبعوثًا في طلب العلم، أنت ممثل لوطنك، ونحو يافصيحًا لسانه، اهتمّ بتقويم غيرك.
النكرة غير المقصودة. التي لايقصد بندائها معيّن، بل تصدق على كلّ فرد تدل عليه، نحو: ياعصاميًا، إنك مَثَلٌ صالح لغيرك. فالمضاف والشبيه بالمضاف والنكرة غير المقصودة واجبة النصب على النداء.
النكرة المقصودة. التي قصد نداؤها، فدلت على معيّن، نحو: يا بائعُ، لاتحتكر السلعة، ونحو: يا مسافرون، تزوّدوا، فإن السفر طويل.
العلم المفرد ماليس مضافاً ولاشبيهًا بالمضاف من الأعلام، مثل قوله عليه الصلاة والسلام: ¸يا عائشةُ، أطعمي المسكين ولو بشقّ تمرة· فالنكرة المقصودة والعلم المفرد يبنيان على مايرفعان به، فيبنيان على الضمّ في غير المثنى وجمع المذكر السالم، فالمثنى يبنى على الألف، وجمع المذكر السالم يبنى على الواو.
المعرّف بأل. إذا أريد نداء اسم اتَّصلت به أل أُتي قبله بلفظة أيّ للمذكر، وأيّة للمؤنث، أو باسم إشارة مناسب، نحو: يا أيّها الرجل، اسع في الخير، ونحو: ياأيتها الأم، أنت مربية الأجيال، ونحو: ياهذه الفتاة، اغتنمي الشباب قبل الكبر.

حذف أداة النداء. قد يأتي المنادى، وأداة النداء محذوفة، مثل قوله تعالى: ﴿ربَّنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا﴾ البقرة: 286.
هذا، وللنداء أساليب شائعة منها الاستغاثة والندبة والترخيم.
الاستغاثة. من أقسام المنادى المستغاث به؛ وهو كل اسم نودي ليخلّص من شدة أو يعين على دفع مشقة. كما في قول عمر رضي الله عنه ( ياللَهِِ للمُسْلمين). فالعبارة مكوّنة من حرف الاستغاثة وهو أداة النداء (يا)، وبعده المستغاث به مجرورًا بلام مفتوحة، ثم المستغاث له مجرورًا بلام مكسورة. وقد يرد المستغاث به غير مسبوق باللام، وفي آخره ألف، مثل: يا عُمرا للظلمِ والطغيان. وهي والصورة الأولى سواء إلا أن الثانية أقل في الاستخدَام، وقد تحذف منها الألف أيضًا فيقال: يا صلاحَ الدين للقدسِ السَّلِيب.
النُّدبة. الندبة من الندب وهو البكاء والتَّفَجُّع. والندبة أسلوب يشتمل على منادى متفجع عليه أو متوجع منه. وحروف النداء المستخدمة في الندبة هي (وا) و(يا)، نحو (وا معتصماه)؛ فهذا الأسلوب مكوّنٌ من الأداة وهي (وا) والمندوب متصلة به ألف الندبة، ثم هاء السكت. وللندبة أساليب أخرى.
الترخيم. أحد أحكام المنادى، وهو أسلوب يحذف فيه آخر المنادى تخفيفًا، نحو (يا مالِ) وأنت تريد: (يا مالك) و(يا فاطم) وأنت تريد : (يا فاطمة)، و(يا صاح)، وأنت تريد (يا صاحبي).